خبير الاعشاب والتغذية

الاثنين، 25 يوليو 2016

فيبروميالجيا



فيبروميالجيا


يقول أحد الأطباء: عندما كتبت في صحيفة ديلي مايل البريطانية حول الكيفية التي تمكنت بها من دحر مرض فيبروميالجيا، (مرض الإرهاق المزمن) كان تفاعل القراء مع ما كتبته كبيراً ومذهلاً .
ومن الواضح أن هذا المرض يبلي أناساً كثيرين مثلي، والافتقار لعلاج ناجع ذ ونقص المعلومات حول هذا المرض - يزيدهم حيرة وقلقاً .
لسوء الحظ، لا أحد يدرك الأسباب التي تؤدي للإصابة بال"فيبروميالجيا"، وعلاوة على ذلك، لا يوجد علاج شاف لهذا المرض .

من النادر أن تحدث علاجات مثل مسكنات الألم، شيئاً أكثر من تخفيف الأعراض "التي تتسم بآلام موهنة في العضلات" .
وكثيرون من ضحايا هذا المرض ينتهي بهم الأمر لهجر أعمالهم والانسحاب من حياتهم اليومية الطبيعية . وبالنسبة لي كنت أتطلع دائماً للتقاعد المبكر من عملي كطبيب فقط لكي أتمكن من الراحة طوال اليوم .
وبعد عامين من المعاناة، كانت حالتي تزداد سوءاً لكنني بعدها، وقعت على نظرية مفادها أن ال "فيبروميالجيا" قد تكون مرتبطة بال"أوكسالات"، وهي مركبات توجد في الأغذية "الصحية" مثل الفواكه، والخضروات، والسلطة والمكسرات والبقوليات .
ومن ثم قمت بسحب هذه المواد من نظامي الغذائي، وبين عشية وضحاها، اختفت الأعراض التي كنت أعانيها "اختفت آلام العضلات المعوقة، وخز الساقين، والإرهاق وعدم المقدرة على التركيز" .
لكنني إذا تناولت أطعمة غنية بال أوكسالات، تعود الأعراض خلال ساعات .
لماذا يحدث ذلك؟

مركبات "أوكسالات" هي نمط من أنماط المثبطات الطبيعية - التي تقتل الآفاتذ وإذا لم يتمكن الجسم لأي سبب من الأسباب، من طرحها أو التخلص منها بطريقة سليمة، فمن الممكن أن تتراكم في العضلات، والدماغ والجهاز البولي، مسببة مجموعة من المشاكل .
وبطريقة مثيرة لدهشتي، نجح نظامي الغذائي الذي تخلصت فيه من الأطعمة الغنية بال أوكسالات وكنت مغتبطاً للغاية بعودة صحتي لحالتها الطبيعية مرة أخرى، وبتمكني من الركض بدلاً من السير ببطء، إنجاز أشغالي المنزلية، مواصلة العمل وكذلك الشعور بالحيوية مرة أخرى .
وينبغي عليّ أن أشدد على أنني لست على الإطلاق خبيراً بالفيبروميالجيا "الأطباء والباحثون المرموقون من أمثال أولئك الذين يعملون مع جمعية ال فيبروميالجيا في المملكة المتحدة، أمضوا سنوات وهم يدرسون هذه الحالة، وفعلوا الكثير لدعم من يعانون منها" .
وبالطبع كان المقال الذي كتبته متعلقاً بتجاربي الشخصية وبالعدد الصغير من مرضاي .
لكنني لا أعتقد أننا متفردون - وأنا لدي قابلية للاعتقاد بأن بنيتي الجسدية قد تكون غريبة نوعاً ما - لكنني أدرك أن هنالك أناساً آخرين لديهم نفس السمات الجسمانية التي أتصف بها .
والآن، إلى أي مدى يمكنك اتباع نظام غذائي يعتمد على أطعمة قليلة ال أوكسالات؟
في البدء، ستكون بحاجة لمعرفة ما إذا كنت ستنتفع منه .
المواصفات التالية يمكن أن تتنبأ بما إذا كان من المرجح أن يستجيب شخص ما بشكل جيد لهذا النظام الغذائي:
* كنت تتمتع بصحة جيدة، لكنك شيئاً فشيئاً بدأت تتعرض لآلام عضلية .
* خدر وضيق في الساقين، تيبس وارتعاش عضلي .
* تخرج كميات صغيرة من البول بصورة متكررة .
* تشعر بالتعب والنعاس أثناء اليوم، لكنك لا تنام بشكل جيد .
* تشعر دائماً بالبرد .
* تشعر بأنك في حالة تشوش، وأن مزاجك فاتر، لكنك لا تدرك أسباب ذلك .
وال "فيبروميالجيا" يمكن أن تصيب أي شخص، بيد أن أغلب ضحاياها هم من النساء متوسطات العمر .
وفي البداية قد تفترض أن السبب قد يكون التقدم في العمر أو بلوغ سن اليأس .
وإذا كنت مصاباً بفيبروميالجيا حادة، قد تشعر بعدم مقدرتك على التأقلم مع أنشطتك اليومية أو عملك .
ومع ذلك لن تظهر أية اختبارات دم يجريها طبيبك أي إشكال صحي، وهذا أمر قد تجد صعوبة في تصديقه أو استيعابه .
وقد تشخص إصابتك بالفيبروميالجيا وتتلقى مسكنات ألم ومضادات اكتئاب أو حبوب منومة .
ولا توجد فحوص دقيقة تقرر ما إذا كنت ستنتفع -أو لا تنتفع - باتباعك لنظام غذائي يعتمد على أطعمة قليلة الأوكسالات، وذلك على الرغم من إمكانية مشاهدة كريستالات أوكسالات في بعض الأحيان في البول .
والطريقة الوحيدة لتحديد مدى فائدة اتباع نظام غذائي يرتكز على تجنب ال"أوكسالات"، هي تجريبه، وهذا ما فعلته وقد تحسنت أعراضي 100% .
لكنه قد لا ينجح مع كل الناس إذا كان سيجدي، سيظهر ذلك في غضون 3 أسابيع . وإذا لم يحقق النتائج المرجوة، لن تخسر شيئاً .
وبعض الناس تساءلوا عن السبب الذي دعاني أن أذهب للصحافة بدلاً من إجراء تجربة بحثية دقيقة، تشمل عدداً كبيراً من الناس .
أنا ببساطة لا أملك المصادر أو العدد الكافي من المرضى للقيام بذلك، وهذا ما يفسر طابع الفردية التي تتسم بها براهيني .
وربما تجرى في المستقبل تجارب محكمة يعدها أطباء .
بيد أن وجهة نظري هي أن المرضى ليس لديهم ما يخسرونه إذا جربوا هذا النظام الغذائي لفترة قصيرة لكي يدركوا بأنفسهم مدى نجاحه أو إخفاقه .
وكما قال الفيلسوف ميمونيديس "موسى بن ميمون": أي مرض يمكن معالجته بنظام غذائي، لا ينبغي أن يعالج بأي طريقة أخرى" . 
كيف تتبع نظاماً غذائياً يتجنب الأوكسالات:
هذا النهج الغذائي يبدو مناقضاً لمبادئ التغذية الأساسية الصحية التي اعتدت أن تتبعها طوال حياتك، وهذه سمة ينبغي عليك أن تتذكرها وتعيها تماماً .
وفي هذا النهج الغذائي، سيكون تناولك للفواكه والخضروات مقيداً بالأنواع التي لا تحتوي على كميات كبيرة من الأوكسالات، وهذا على الأرجح سيجعلك تتناول كميات تقل كثيراً عما كنت تتناوله في السابق .
والنظام الغذائي الذي تقل فيه الأوكسالات يعني أيضاً، تجنب منتجات الحبوب الصحية وكذلك البطاطس .
وأنا أوصي أيضاً بتجنب متممات فيتامين سي - الجرعات الكبيرة - هذا الفيتامين تحدث له عمليات أيض تجعله يتحول لأوكسالات .
وبعض الأطعمة التي تحتوي على كميات قليلة من الأوكسالات ذ مثل الكعكة الأسفنجية وبسكويت الغُريبة ذ غنية بالسكر ولذلك لا ينبغي أن يتم تناولها بكميات كبيرة .
وعلى أية حال، هنالك كثير من الأطعمة التي تحتوي على كميات قليلة من الأوكسالات وفي ذات الوقت لا تحتوي على سكريات كثيرة "مثل البيض واللحوم والجبن" .
ومن يتبع نظاماً غذائياً يعتمد على الأطعمة قليلة الأوكسالات، سيشعر أنه يناقض الحدس والفطرة التي ربما يكون اعتاد عليها طوال حياته "وهذا ما فعله معي هذا النظام الغذائي" . 
ولكنني على العموم أعتقد أن تناول الأكل الصحي ممكن "أشعر بأنني أفضل كثيراً حينما أتبع هذا النظام" .
وإذا لم أتبع النظام الغذائي قليل الأوكسالات سيتواصل شعوري بالإعياء، وعدم ممارستي للرياضة وذهابي للفراش حينما أستطيع .
وبالطبع، يمكن لمن لا يعانون الفيبروميالجيا، أن يستمتعوا بأكل كميات من هذه الأطعمة فهي على أية حال شهية وصحية بالنسبة لأغلبية الناس .
ما الذي يمكنك أن تأكله؟
اللحوم، الدجاج والأسماك، الألبان "ليس حليب الصويا"، والخبز الأبيض، والزبادي، والموز والكمثرى والكرز والبطيخ وجوز الهند، والقرنبيط والخس والفطر والبصل والبازلاء، والشوكولاتة البيضاء، والأرز الأبيض، مقرمشات الأرز "من منتجات الكورن فليكس"، والفلفل الأبيض، وزيت الخضروات "ليس زيت السمسم"، والليمونادة، والكولا، وعصير التفاح .

ما الذي ينبغي تجنبه؟:

* الشاي، القهوة، الشوكولاتة، الكاكاو .
* المكسرات، بما في ذلك زبدة الفول السوداني والمرزبانية "حلوى اللوز بالسكر" .
* زيت بذرة الحنطة "حبوب النخالة، خبزالحبوب" .
* الفواكه التي لا تحتوي على بذور "الكرز الأزرق، الكرز الأسود . . . الخ" .
* البقوليات: البقول المطهية، الفاصوليا، البقول السوداء والخضراء .
* عصير الفواكه الذي يحتوي على كميات متوسطة أو كبيرة من الأوكسالات كالتوت البري الأحمر والبرتقال .
* وينبغي أيضاً تجنب لب البرتقال "عصير الليمون لا غبار عليه مطلقا" .
* الخضروات: عشب الراوند "من الفصيلة البطاطية"، جذر الشمندر، الكرفس، السبانخ، البطاطس، الكراث، الجذر، الفلفل الأخضر، الجذر الأبيض .
* الأعشاب والبذور: البقدونس، السمسم، الفلفل الأسود .
* قشور الفواكه الحمضية "مربى المارمالاد، كعكة الفواكه، حلوى قشور الفواكه الحمضية"، الصويا، حبوب فيتامين سي .

وجبات مثالية:

باستا الدجاج واللحم، عجة الجبن والبصل، قرنبيط الجبن مع أي نوع لحم أو سمك، فاصوليا مع نودلز بالبيض، ودجاج وفطر وأرز، وخبز الباجيت "الفرنسي" مع الجبن أو عجينة لحم أو سمك .
وسمك الحدوق المدخن مع الأرز والبيض المقلي والبازلاء والفلفل الأبيض، ويمكنك أن تأكل توليفة من الفواكه قليلة الأوكسالات "تشمل الموز والكمثرى والبطيخ"
ما هو مرض الفيبروميالجيا؟


يعدّ مرض الفيبروميالجيا أحد الأمراض الروماتيزمية التي تسبب آلاماً عضلية أو عضلية هيكلية وتؤدي إلى تصلّب (تيبّس) مواضع محددة من الجسم والشعور بالألم الشديد عند لمسها.

ويصيب مرض الفيبروميالجيا نسبة تتراوح ما بين 2-4? من الناس، وتعدّ النساء أكثر عرضة لخطر الإصابة بهذا المرض مقارنة بالرجال.1



ما هي أسباب الفيبروميالجيا؟

على الرغم من أنّ الأسباب الدقيقة للإصابة بالفيبروميالجيا ما تزال غير معروفة، يعتقد العلماء أنّ هذا المرض قد يرتبط بالعوامل التالية:2

رسائل الألم غير الطبيعية: يمكن أن يؤدي حدوث بعض التغييرات والاضطرابات في الجهاز العصبي إلى الإصابة بالفيبروميالجيا، وذلك عبر تغيير طريقة معالجة الجهاز العصبي واستجابته لإشارات الألم.
خلل في التوازن الكيميائي: يعاني المصابون بالفيبروميالجيا من مستويات غير طبيعية من الناقلات العصبية (مثل السيروتونين والنورأدرينالين والدوبامين) في أجهزتهم العصبية المركزية. ويمكن أن يلعب انخفاض مستويات هذه الهرمونات دوراً محورياً في الإصابة بالفيبروميالجيا.
اضطرابات النوم: قد تمثّل اضطرابات النوم إحدى الأسباب التي تؤدي إلى إصابة بعض الأشخاص بالفيبروميالجيا.
العوامل الوراثية: قد يساهم وجود مورثّات/جينات معيّنة لدى بعض الأشخاص في زيادة احتمال إصابتهم بالفيبروميالجيا.
الضغط والتوتر النفسي: يمكن أن تحدث الإصابة بالفيبروميالجيا نتيجة للتعرّض لأزمات نفسية معيّنة ناجمة عن إصابة ما أو عدوى فيروسية، أو عقب الخضوع لعملية جراحية أو بسبب أزمة عاطفية.


ما هي العوامل التي تزيد من احتمال الإصابة بالفيبروميالجيا؟

تشمل أبرز العوامل التي تزيد من احتمال التعرّض لخطر الإصابة بمرض الفيبروميالجيا ما يلي:3

نوع الجنس: النساء أكثر عرضة للإصابة بالفيبروميالجيا من الرجال.
التاريخ العائلي: يزيد احتمال إصابة الشخص بالفيبروميالجيا في حال إصابة أحد أفراد عائلته بالمرض.
الأمراض الروماتيزمية: يعدّ المرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي أو الذئبة أو غيرها من الأمراض الروماتزمية أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالفيبروميالجيا.


ما هي أعراض الفيبروميالجيا؟

تشمل الأعراض والعلامات الرئيسية لمرض الفيبروميالجيا ما يلي:4

الألم.
القلق.
اضطرابات في الذاكرة والقدرة التركيز.
الاكتئاب.
التّعب والإرهاق.
الإعياء.
الصّداع.
متلازمة القولون العصبي.
التصلّب (التيبّس) الصباحي.
تشنجات عضلية مؤلمة خلال فترة الحيض (الدورة الشهرية).
اضطرابات النوم.
تنميل في اليدين والذراعين والقدمين والسّاقين.
كثرة التبول.
ألم أثناء التبوّل.
نقاط الألم: وهي عبارة عن أماكن محددة في العنق والكتفين والظهر والوركين والذراعين والساقين يؤدي الضغط عليها إلى الشعور بالألم.


كيف يتمّ تشخيص الفيبروميالجيا؟

تتمثّل الطريقة الوحيدة لتشخيص الإصابة بمرض الفيبروميالجيا في التحقق من وجود علامات المرض وأعراضه الرئيسية لدى الشخص، واستبعاد احتمال الإصابة بأية أمراض أخرى يمكن أن تكون هي التي تسببت بظهور هذه الأعراض.

ويمكن للأطباء القيام بتشخيص الإصابة بالفيبروميالجيا عبر الاستفادة من الإرشادات والمبادئ التوجيهية التي أطلقتها الكلية الأمريكية لأمراض الروماتيزم حول أساليب تشخيص هذا المرض. وتشمل هذه المعايير التحقق من وجود ألم في مناطق واسعة من الجسم واستمراره لفترة لا تقل عن 3 أشهر، بالإضافة إلى الأعراض الجسدية الأخرى التي تشمل التّعب والإرهاق، وعدم الشعور بالراحة والنشاط عقب الاستيقاظ من النوم، والاضطرابات المعرفية (على مستوى الذاكرة أو التفكير).5



كيف يتمّ علاج الفيبروميالجيا؟

يتمّ علاج مرض الفيبروميالجيا عن طريق استخدام الأدوية التالية:6

مسكّنات الألم: يمكن أن يقوم الطبيب بوصف مجموعة من مسكّنات الألم للتخفيف من شدّة أعراض الألم التي يعاني منها المرضى.
مضادات الاكتئاب: تساهم في التخفيف من شدّة أعراض الألم والتّعب والإرهاق المصاحبة للمرض.
أدوية معالجة نوبات الصرع: غالباً ما تكون الأدوية المخصصة لعلاج الصرع فعّالة أيضاً على مستوى التخفيف من شدّة أنواع معيّنة من الألم.


كيف يمكن للمرضى التعايش مع الفيبروميالجيا؟

يمكن للمرضى التخفيف من شدّة الأعراض المصاحبة لمرض الفيبروميالجيا والحدّ من المضاعفات المترتبة على الإصابة به عبر اتخاذ الخطوات التالية:7

التخفيف من التوتر والضغط النفسي.
أخذ قسط كافٍ من النوم.
ممارسة التمارين الرياضية بصورة منتظمة.
اتباع نظام غذائي صحّي ومتوازن.
الحدّ من تناول الكافيين.


المراجع:

Fibromyalgia http://www.rheumatology.org/I-Am-A/Patient-Caregiver/Diseases-Conditions/Fibromyalgia (Accessed March 2, 2016)

Fibromyalgia http://www.nhs.uk/Conditions/Fibromyalgia/Pages/Causes.aspx (Accessed March 2, 2016)

Risk factors http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/fibromyalgia/basics/risk-factors/con-20019243 (March 2, 2016)

WebMD http://www.webmd.com/fibromyalgia/guide/fibromyalgia-symptoms (Accessed March 2, 2016)

Questions and Answers About http://www.niams.nih.gov/health_info/fibromyalgia/#d (Accessed March 2, 2016)

Treatments and drugs http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/fibromyalgia/basics/treatment/con-20019243 (Accessed March 2, 2016)

Lifestyle and home remedies http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/fibromyalgia/basics/lifestyle-home-remedies/con-20019243

الفيبروميالجيا مرض الأوتار
التاريخ: 24 فبراير 2007

صورة : 1 / 2 1 2
   
inShare
     
هناك بالتأكيد أساليب وطرق كثيرة يمكن اللجوء إليها للتخلص من ألم عضلات وأربطة العمود الفقري «فيبروميالجيا».تقول ليلى «عندما كنت طفلة كنت أشعر بألم في ظهري، ويصبح الألم في بعض الحالات لا يطاق. وكان يطلب مني أن أرتقي فوق الألم، لأنه سرعان ما سيعود». وتضيف «عندما أصبحت في سن المراهقة أخذت أشعر بألم شديد كلما حان موعد الدورة الشهرية.وعندما بلغت العشرينات من عمري تم تشخيص حالتي على أنها متزامنة اضطرابات الأحشاء، وفي سنوات الثلاثينات عانيت من مشكلة الخصوبة».

كانت ليلى، خلال عملية تنظير جوف البطن، استيقظت خلال العملية، التي بدت أنها وسيلة إثارة المزيد من المتاعب، حتى أنها شملت الصداع النصفي والأرق خلال الليل فضلا عن متزامنة اضطراب الساقين والإحساس بألم وإنهاك شامل في جسمها وتعاني من ألم على جانبي جسمها وفوق وتحت خط الوسط .وكان الألم يحدث في مواقع على الجسم تتراوح ما بين 11 و.18 وبعد أن راجعت عشرات الأطباء بدءا من اختصاصيي الأمراض الباطنية ومروراً بأطباء الأعصاب وأطباء العلاج النفسي، أبلغها طبيب متخرج حديثاً من كلية الطب أن كل ما تعاني منه هو ألم عضلي وأربطة عضلية في العمود الفقري وهي حالة تعاني فيها المريضة من الإنهاك والألم اللذين يتركزان في الأربطة والأوتار العضلية.

ويعاني ما لا يقل عن 6 ملايين أميركي من ألم الأوتار والأربطة العضلية والعضلات. لكن مجلة طبية أميركية تقول إنه لا علاج للحالة أو لا يعرف أي علاج لها. ويظهر أن الحالة وراثية، فلو كان هناك أحد أفراد الأسرة المقربين يعاني من التهاب المفاصل فإن هناك احتمالا بأن يكون المريض قد ورث تلك الحالة المرضية.

لكن هناك عوامل أخرى يعتقد أنها تسهم في الإصابة التي من بينها أمراض معدية واضطرابات النوم والتبدلات الكيماوية في الدماغ والتغيرات في الأيض العضلي والانتقال الهرموني والإجهاد النفسي أو نتيجة للجروح أو الصدمات النفسية أو حدوث إصابة في الناقلات العصبية. وتقول الدراسات الطبية إن أي شخص مصاب بهذه الحالة المرضية تكون لديه مستويات غير طبيعية من الكمياويات المتعددة التي تساعد على انتقال وتضخيم إشارات الألم من الدماغ وإليه. ولكن سواء كانت تلك الحالات غير الطبيعية ناجمة عن سبب ما أو عن الفيبروميالجيا.

وغالبا ما يخلط الأطباء بين هذه الإصابة وإصابات أخرى. وعادة ما يبدو مريض الفيبروميالجيا شخصا طبيعيا خاليا من الأمراض كأي شخص طبيعي وصحيح البدن. إلا أن الدراسات الطبية تثبت أن لهذا المرض وجوداً وكما أسلفنا نرى أن أعداد الأشخاص المصابين بالمرض في أميركا يزيدون عن 2 في المائة من مجموع السكان.

وبينما لا يتوفر علاج شاف للفيبروميالجيا، فإن المصابين به يحيون حياتهم كاملة وبصورة طبيعية. وقد ينحصر العلاج في العثور على خلطة من العلاجات.وخضعت ليلى لسلسلة من العلاجات وتركز العلاج على القيام بتدريبات رياضية وعلى التدليك وعلى النوم بصورة كافية وعلى تناول غذاء صحي وتناول مهدئات وأقراص نوم عند الضرورة. وتقول ليلى «خلال بضعة أسابيع من الحصول على نتائج التشخيص أصبحت قادرة على القول بأن حالتي الصحية تحسنت. وباتت لدي القدرة على القيام بالعمل 60 ساعة في الأسبوع.

أزمة طاقة

يمكن وصف الفيبروميالجيا بأنها «أزمة طاقة» في الجسم ويأتي المرض مع قائمة طويلة من الاضطرابات التي تتضمن:

ـ انتشار الألم بصورة كاملة في الجسم

ـ الإنهاك

ـ الأرق

ـ الصداع

ـ اضطرابات الأمعاء

ـ تنميل واخضرار في الأطراف

ـ تعرض الذاكرة إلى متاعب

ـ حساسية للحرارة أو للبرد

ـ الاكتئاب

ويشار إلى أن الحالة الأخيرة الناجمة عن الفيبروميالجيا دفعت الأطباء إلى الاعتقاد أن الإصابة ناجمة عن مشكلات نفسية وأن العلاج ممكن. وتقول ليلى إن الأطباء باتوا يعترفون بالفيبروميالجيا على أنها حالة مرضية حقيقية. وبات الاختصاصيون يعرفون أن المرض يتموضع «في نقاط طريقة» تقع حول الرقبة والكتفين والمفاصل والحوض ويمكن رصد الحالة المرضية في كان الألم شديداً ويستمر لنحو 90 يوما أو أكثر وعندما يتسبب 11 موقعا أو أكثر من النقاط الطرية الشعور بالألم عندما يتم الضغط على تلك المواقع بقوة تصل إلى 8 كيلوغرامات.

مقاربات طبية للحالة المرضية

لا تزال العقاقير المصنعة لعلاج الفيبروميالجيا تواجه مشكلة موافقة إدارة الدواء والغذاء الأميركية على المصادقة على تلك العقاقير فليست هناك أية أدوية تلقت موافقة تلك الإدارة كي يتسنى طرحها في الأسواق ويكتفي الأطباء بوصف عقاقير مثل الترام والتراسيت والأدوية التي تساعد على النوم (أمبيان) والأدوية التي تساعد على استرخاء العضلات مثل الفاليوم أو الكلونوبين، والأدوية المقاومة للالتهابات مثل (آدفيل، اسبرين) .

وتعتمد كل وصفة على حالة كل مريض على حدة. ويقول أحد الأطباء «بدأت برنامجا للعلاج يقتصر على تدريبات الأيروباتكس والمسكنات للتخلص من الألم. ولكن في حال كان المريض يعاني من اضطرابات النوم فأقدم له مضاداً للاكتئاب Tricyclic antidepressant أو أحد الأدوية الجديدة مثل «Cymbalt».

ويتوقع طرح نوعين جديدين من الأدوية في الفترة القريبة المقبلة لعلاج الفيبروميالجيا وهما ميلناسيبران (سيبريس بيوساينس)، وهو عقار يحسن هرمون النوريبينيفارين. وعقار البريغابالين ( ليريكا) الموجود الآن في الأسواق ويستخدم في علاج الألم المتصل بمشكلات الألم العصبي في الأطراف الناجم عن الإصابة بمرض السكري، وهو عقار تنتجه شركة فايزر للأدوية.

علاج طبيعي

نشرت عيادة مايو كلينيك استطلاعا للرأي شارك فيه 289 مريضا بالفيبروميالجيا أو ألم العضلات والأربطة العضلية وكانت ردودهم أنهم كانوا يستخدمون نوعا من الأدوية البديلة أو المكملة. ومن بين تلك الخيارات العلاجية المفضلة :

أدوية بديلة

تتمثل تلك الأدوية بالعقاقير العشبية أو بوجبات الحمية التي يمكن تؤدي إلى زيادة الطاقة وتقلص الشعور بالإنهاك. ويوصي أحد الباحثين بتناول مزيج من الأعشاب للتخلص من الأرق والمزيج عبارة عن خس بري وجامايكان دوج وود والثينين والهوبس والناردين وزهرة الآلام. كما يمكن تناول كبسولات البي كومبليكس وشرب مزيج من المشروبات يطلق عليها «Energy Revitalization System» وهي تحتوي على 35 مادة مغذية مهمة.

المغنيسيوم وحامض التفاح malic acid

غالبا ما يرتبط نقص المغنيسيوم في الجسم بألم العضلات فلذلك هو مهم جدا في علاج هذه الحالة المرضية ( الفيبروميالجيا) ويمكن الحصول على حامض التفاح من التفاح نفسه الذي يحتوي على نسبة عالية من الماليك اسيد أو حامض التفاح



0 التعليقات:

إرسال تعليق